من هو فولتا ؟ و هل اخترع البطارية حقاً ؟
في الثامن عشر من شباط عام 1745م؛ في مدينة كومو بإيطاليا؛ أبصرت عينا ألساندرو جيسبي أنطونيو أنستازيو فولتا النور، وتعلم فولتا في المدارس العامة لمدينة كومو، وفي عام 1774م أصبح أستاذ الفيزياء بالمدرسة الملكية فيها، درس فولتا كيمياء الغازات، وفي عام 1779م تولى فولتا منصب أستاذ الفيزياء التجريبية بجامعة بافيا.فولتا وقصة اختراع البطارية
ولاختراع البطارية قصة طريفة؛ فهي نتيجة مباشرة للخلاف بين فولتا والطبيب وعالم التشريح الايطالي لويجي جالفاني الذي اكتشف وجود التيار الكهربائي في العضلات والجهاز العصبي عن طريق التجربة؛ حيث لاحظ وجود صعقة كهربائية حركت قدم الضفدع، عندما وصل سلك من نحاس في أعصاب الضفدع ووصل سلك حديدي في قدمه، سمى جالفاني هذه الظاهرة باسم الكهرباء الحيوية، إلى أن قام فولتا بإعادة التجربة لأنه كان مهتماً بالكهرباء واستنتج أن قدم الضفدع هي موصل وناقل وكاشف للتيار الكهربائي في نفس الوقت، وقرر أن يتأكد من ملاحظته هذه بإعادة التجربة مع استبدال قدم الضفدع بكاشف ورقي مملح فأعطى نفس النتيجة !
كانت النتيجة المباشرة لهذه التجربة اكتشاف فولتا لما يسمى القوة المحفزة الكهربائية (Electro motive force) للخلية الجالفانية، والمتسلسلة الكهروكيمائية (Electrochemical Series)، ولعل الأهم من ذلك اكتشافه وجود فرق جهد بين معدنين مختلفين بينهما موصل.
فولتا أم جالفاني ؟
أدى ذلك إلى نشوب خلاف بين فولتا و جالفاني عام 1800م ، حيث فسر جالفاني نشوء الصاعقة الكهربائية على أنها بسبب جسم الضفدعة وفسره فولتا بأنه بسبب فرق الجهد بين المعدنين- قام فولتا بعمل نموذج أسماه الكومة الفولتية (Voltaic Pile) لإثبات نظريته وقد استخدم فيها معدن الزنك والفضة في كؤوس مملوءة بالسائل الملحي، وقام بوضعها على التوالي.كان هذا النموذج الأولي للبطارية، الذي تطور لاحقاً ليصبح قطبيها من الزنك والنحاس في محلول حمض الكبريت ، ورغم أن هذا النموذج كان مليئاً بالعيوب إلا أنه يعتبر أول بطارية كيميائية في العالم.
رحل فولتا في 5 آذار عام 1827م، تاركاً خلفه اختراعه البطارية واكتشافه غاز الميثان و قانون فولتا و وحدة قياس الجهد المسماة باسمه الفولت (Volt).
